أحمد ودرغمان ...رجل بقلب طفل
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أحمد ودرغمان ...رجل بقلب طفل
هناك اناس نتذكرهم كل حين ونحن الى كل لحظة جمعتنا بهم ، لا لشئ إلا لأنهم أدخلوا البهجة والسرور في نفوسنا عندما كنا صغارا ومن هؤلاء احمد ودرغمان.
لم يكن ودرغمان شخصا مهما او ذا تأثير في مجتمع قريتنا في ذلك الزمان ، فقد كان ود رغمان يحمل قلب طفل صغير ، متمردا على كل المسلمات ، يعيش حياته بعفوية متحررا من اي قيود، يصنع عالمه الخاص به، لا يكترث او يلقي بالا لنظرة المجتمع اليه، كل ذلك جعل بيننا ونحن صغار وبين ودرغمان قواسم مشتركة،
كان ودرغمان عاشقا حتي النخاع يعشق الطرب والغناء والدوبيت والافراح والليالى الملامح.
فكل حفلة في ذلك الزمن الجميل كان ودرغمان نجمها الأول تراه يتمايل طربا وينقز في الدارة وهو يمسك بعصاه بكلتا يديه فيطوف بالدارة من اولها الى آخرها، ثم يختم كل ذلك بضحكة مجلجلة مازال صداها يتردد في اذني، وعندما تجمعنا مجالس الأنس بود رغمان وعندما يكون رائق المزاج نطلب منه ان يغني لنا أغنيته المفضلة التي كان يحبها ويرددها كثيرا (البتوله .. حلاتها يازوله) وكان يملك صوتا جميلا، وأداء متميزا رغم كبر سنه في ذلك الزمن،
كما كان يختبرنا دائما بأغنية ( الحلة بعيدة المسافة سنة) فكان يقول لنا ان بنتان التقتا فقالت احداهما الحلة بعيدة المسافة سنة .. البابور جاز البسوقو انا .. فردت عليها الأخري الحلة بعيدة المسافة سنة .. صلاح الدين البسوقو أنا (صلاح الدين نوع من المدرعات) فيسألنا أيهما أقوي البورجاز ام صلاح الدين؟
ولأن لودرغمان عالمه الخاص فقد اختار ان يبني بيته في مؤخرة القرية من الناحية الغربية بعيدا عن الناس، وقد سمي ذلك البيت بالمطار وبني حوشا كبيرا من الشوك وقد اهتم ودرغمان اهتماما شديدا بحوش المطار وكان الملفت فيه تلك النظافة التي لا تخطأها العين،
ولأن ودرغمان متيم حتي الثمالة فكثيرا ما يأتيك صوته في عز الهجعة بعد ان طال ليله والأزاهير نيام ، ونسيم الصبح قد ساد الأنام، وهو يدوبي ويناجي الليل ويندب حظه فكان ما حفظناه من دوبيته (يوم بتسلي ... يوم بتبكي)
وكان ودرغمان يكره ان يدعي بلقب (أزرق) رغم انه كان ابيض اللون، فقد كنا صغارا نناديه بهذا الإسم فيغضب غضبا شديدا ويطاردنا ويشتمنا وكنا نستمتع بذلك كثيرا، وأحيانا يشتكينا الى اهالينا ولكننا كنا لا نكترث لذلك.
الا رحم الله ودرغمان وجيل ودرغمان ذلك الجيل الذي تفرد في كل شئ والذي قل ان يجود الزمن بمثله.
لم يكن ودرغمان شخصا مهما او ذا تأثير في مجتمع قريتنا في ذلك الزمان ، فقد كان ود رغمان يحمل قلب طفل صغير ، متمردا على كل المسلمات ، يعيش حياته بعفوية متحررا من اي قيود، يصنع عالمه الخاص به، لا يكترث او يلقي بالا لنظرة المجتمع اليه، كل ذلك جعل بيننا ونحن صغار وبين ودرغمان قواسم مشتركة،
كان ودرغمان عاشقا حتي النخاع يعشق الطرب والغناء والدوبيت والافراح والليالى الملامح.
فكل حفلة في ذلك الزمن الجميل كان ودرغمان نجمها الأول تراه يتمايل طربا وينقز في الدارة وهو يمسك بعصاه بكلتا يديه فيطوف بالدارة من اولها الى آخرها، ثم يختم كل ذلك بضحكة مجلجلة مازال صداها يتردد في اذني، وعندما تجمعنا مجالس الأنس بود رغمان وعندما يكون رائق المزاج نطلب منه ان يغني لنا أغنيته المفضلة التي كان يحبها ويرددها كثيرا (البتوله .. حلاتها يازوله) وكان يملك صوتا جميلا، وأداء متميزا رغم كبر سنه في ذلك الزمن،
كما كان يختبرنا دائما بأغنية ( الحلة بعيدة المسافة سنة) فكان يقول لنا ان بنتان التقتا فقالت احداهما الحلة بعيدة المسافة سنة .. البابور جاز البسوقو انا .. فردت عليها الأخري الحلة بعيدة المسافة سنة .. صلاح الدين البسوقو أنا (صلاح الدين نوع من المدرعات) فيسألنا أيهما أقوي البورجاز ام صلاح الدين؟
ولأن لودرغمان عالمه الخاص فقد اختار ان يبني بيته في مؤخرة القرية من الناحية الغربية بعيدا عن الناس، وقد سمي ذلك البيت بالمطار وبني حوشا كبيرا من الشوك وقد اهتم ودرغمان اهتماما شديدا بحوش المطار وكان الملفت فيه تلك النظافة التي لا تخطأها العين،
ولأن ودرغمان متيم حتي الثمالة فكثيرا ما يأتيك صوته في عز الهجعة بعد ان طال ليله والأزاهير نيام ، ونسيم الصبح قد ساد الأنام، وهو يدوبي ويناجي الليل ويندب حظه فكان ما حفظناه من دوبيته (يوم بتسلي ... يوم بتبكي)
وكان ودرغمان يكره ان يدعي بلقب (أزرق) رغم انه كان ابيض اللون، فقد كنا صغارا نناديه بهذا الإسم فيغضب غضبا شديدا ويطاردنا ويشتمنا وكنا نستمتع بذلك كثيرا، وأحيانا يشتكينا الى اهالينا ولكننا كنا لا نكترث لذلك.
الا رحم الله ودرغمان وجيل ودرغمان ذلك الجيل الذي تفرد في كل شئ والذي قل ان يجود الزمن بمثله.
ودابورداء- المساهمات : 14
تاريخ التسجيل : 17/02/2011
رد: أحمد ودرغمان ...رجل بقلب طفل
بالفعل يا حاتم .. عمنا أحمد ودرغمان كان شخصية من شخصيات الزمن الجميل .. وكما ذكرت كان أزرق يحب البهجة والمرح لدرجة غير عادية، .. كمان عمنا أحمد كان لما يلقى الحفلة رابة والشباب منور تأخذه النشوة ويهوش هوشة جد ، كان يتمايل برشاقة ممسكا بعصاه بكلتا يديه يدخل بين هاتين ويخرج من بين هاتين ويضحك في وجه هاتين الخرطوميتين بوجه طفولي عجيب ..
وكانت مواويل ود رغمان التي تكسر سكون الديم في الليالي المقمرة ذات جرس خاص ونغمة مازال صداها يرن في آذان من عاشوا تلك الحقبة من الزمن .. ولكأن عمنا أحمد كان يسابق تجاني حاج موسى في قصيدته المشهورة التي غناها كابلي وأبدع فيها النور الجيلاني .. في عز الليل ساعة النسمة ترتاح على هدب الدغش وتنوم أنا مساهر ..
حكى لنا أحد الأصدقاء أنهما كان يقضيان حاجتهما ليلا فوق القلعات (مكان مدرسة الأساس الحالية) وكانا يتآنسان من على البعد وفجأة جاء ودرغمان يمشي .. كشبت .. كشبت .. كشبت .. الثلام عليكن .. فما كان من مفر إلا قطع عشرة الونسة ورد السلام .. ثم مضى أزرق في حاله إلى حيث مقره الدائم .. المطار .. ليبدأ ليلة جديدة مع الدوبيت والمواويل بجانبه كفتيرة الشاي التي يقال أن نارها ما كانت تنطفي أبدا حتى يخلد للنوم في ساعات متأخرة من الليل..
وقول للزمان ارجع يا زمان ..
وقول لأبو الجعران عود يا زمان .. فرررررر ... فرررررر.. فررررررررر.
_______________
JED. 7 March 2011
وكانت مواويل ود رغمان التي تكسر سكون الديم في الليالي المقمرة ذات جرس خاص ونغمة مازال صداها يرن في آذان من عاشوا تلك الحقبة من الزمن .. ولكأن عمنا أحمد كان يسابق تجاني حاج موسى في قصيدته المشهورة التي غناها كابلي وأبدع فيها النور الجيلاني .. في عز الليل ساعة النسمة ترتاح على هدب الدغش وتنوم أنا مساهر ..
حكى لنا أحد الأصدقاء أنهما كان يقضيان حاجتهما ليلا فوق القلعات (مكان مدرسة الأساس الحالية) وكانا يتآنسان من على البعد وفجأة جاء ودرغمان يمشي .. كشبت .. كشبت .. كشبت .. الثلام عليكن .. فما كان من مفر إلا قطع عشرة الونسة ورد السلام .. ثم مضى أزرق في حاله إلى حيث مقره الدائم .. المطار .. ليبدأ ليلة جديدة مع الدوبيت والمواويل بجانبه كفتيرة الشاي التي يقال أن نارها ما كانت تنطفي أبدا حتى يخلد للنوم في ساعات متأخرة من الليل..
وقول للزمان ارجع يا زمان ..
وقول لأبو الجعران عود يا زمان .. فرررررر ... فرررررر.. فررررررررر.
_______________
JED. 7 March 2011
كان زمان- المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 11/10/2010
رد: أحمد ودرغمان ...رجل بقلب طفل
يديك العافية ياحتومـة... رحم الله عمنا احمد ود رغمـان...كان رجلا بسيطا ...مرحا وله فلسفتة الخاصـة فى ممارسة الحياة..يسكن فى مملكتة الخاصة التى كان تسمى المطار..يحب الشاى لحد الادمان والافت فى الامر كان الرجل عليه الرحمة نظيفا وكان يحب النظافة لدرجة ان مطاره كان من انظف الاماكن..ولقد تغنى الرجل ومن شعره الخاص فى النظافـة وقد قال فى منظومته الشهرة..أهم شى الحمّام..نظافـة الاجسام ..وللقصيدة تتمة تموها لينا بالله..شكرا حتومة شكرا أبوبسمة على هذا الجهد المقدر
حسن الحاج- المساهمات : 36
تاريخ التسجيل : 02/01/2011
رد: أحمد ودرغمان ...رجل بقلب طفل
آآآ ذول هو دا حثن ود الحاج .. خبارك آآ ذول بتطول مننا كدي ..
أهم شي الحمام الذول يكون بثام .. وكل الجمال أقثام .. مع ضحكة طويلة ومميزة ..
اللهم أرحم عمنا أحمد ودرغمان .
وقول لي ضحكات زمان ارجعي زي زمان ..
مع كل الود
12 مارس 2011م
كان زمان- المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 11/10/2010
رد: أحمد ودرغمان ...رجل بقلب طفل
كنت معاهو هسع تيه
ومشتاق ليه لسع تيه
يقولها ولسانه يخرج من فراغ اسنانه المكسورة في فكه الأعلي ثم يتبعها بضحكته المعهودة..
رحمه الله واحسن اليه
ومشتاق ليه لسع تيه
يقولها ولسانه يخرج من فراغ اسنانه المكسورة في فكه الأعلي ثم يتبعها بضحكته المعهودة..
رحمه الله واحسن اليه
ودابورداء- المساهمات : 14
تاريخ التسجيل : 17/02/2011
مواضيع مماثلة
» مبروك وبالعديل والزين أحمد العبيد ..
» مليار مبروك دكتور أحمد محمد الحسن ..
» هلت بشايرنا وعم الفرح بيتنا ضاءت ليالينا .. مبروك أحمد محمد الحسن والفكي محمد الحسن ..
» مليار مبروك دكتور أحمد محمد الحسن ..
» هلت بشايرنا وعم الفرح بيتنا ضاءت ليالينا .. مبروك أحمد محمد الحسن والفكي محمد الحسن ..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى