حليل ايام زمااااااااااااااااااااااااااان

تشكر يا محجوب على هذا الطرح الرائع .. الذي من المؤكد أنه سيجعلنا نغوص عميقا لنستعيد خالي الأيام وماضي الذكريات ..

بالنسبة للسمر .. فقد كانت تلال الرمل والساحات بين البيوت هي مرابع السمر واللعب واللهو .. ليس هناك من ساحة ولا تل من الرمل في القرية إلا لنا معه مواقف وذكريات ..

كنا نتجمع بعد المغرب مباشرة في إحدى الساحات وننادي بصوت جماعي : "يالحارس كنتوش أمو .. بالعقرب التشمو .. مطارق يا عصي .. ود الكلب الما بجي "، فيبدأ الصبية في التجمع واحدا تلو الآخر من تلك البيوت الطينية الصغيرة .. نبدأ السمر وعندما يكثر العدد نقترح اسم اللعبة في تلك الليلة. في الليالي المقمرة تكون اللعبات المفضلة شليل وشدت (حرينا) وفي الليالي التي يغيب فيها القمر تكون كرع (كور كرع) بالإضافة إلى الرمة وحراسا وقويديس من قاسك وباترا وغيرها من الألعاب الشعبية ..

أما عن أدوات الترفيه العصرية تقدر تقول أول تلفزيون دخل الديم بعد منتصف السبعينات عند ناس الحاج ود عمر في حلة قدام (أبيض وأسود)، وكان يعمل بالبطارية ففي ذلك الزمان حتى مولدات الكهرباء لم تكن متوفرة ، تلقى الناس ململمة لمشاهدة المسلسل من كل فرقان القرية .. ومن البرامج التي كان يحرص الناس على حضورها كل اسبوع برنامج صور شعبية الذي كان يقدمه الراحل الطيب محمد الطيب وبرنامج الربوع الذي كان يقدمه الراحل محمد البوصيري ..

هذه لمحة سريعة عن السمر في القرية أما النهار فله برامجه أيضا وسنعود لذلك لاحقا ..

مع كل الود.
كان زمان.

السكن زمان وهسا ..

قبل أن يرحل أهل أم طريفي إلى الضفة الشرقية للنيل كانوا يسكنون في بيوت القطاطي المبنية من القش ونبات الحلفا في الجزيرة أم طريفي، بالإضافة إلى الرواكيب التي هي بمثابة البرندات الآن .. ورغم البساطة إلا أن هذه الرواكيب كانت بحجم المدن الكبيرة نظرا للقلوب الكبيرة والحب الكبير الذي كان يعمرها .. عدا ديوان ناس جدنا حاج عمر جد أولاد الحاج ودعمر الذي كان مبنيا من الطوب الأحمر، وقد كان صامدا حتى وقت قريب قبل أن يأتي عليه الهدام الذي لم تسلم منه أم طريفي القديمة.

بعد الانتقال للإقامة الدائمة في الديم بدأ الناس في بناء المنازل من اللبن والطين ويقال أن أوئل البيوت التي بنيت من الطين في الديم الحالي كانت بيت ناس جدي علي ود أحمد أمحمد وبيت ناس جدنا حاج الحسن ودنمر وبيت ناس عمنا الطيب ودالسماني القديم الذي كان يتكون من حور (غرفة دائرية الشكل) وراكوبة طويلة وقد أقيم على آثاره جزءا من بيت إبنه السماني الحالي.

وبما أن المسألة مسألة تاريخ أرجو أن يصححني من هو أدرى مني وحبذا ذكر التواريخ من أجل التوثيق .

رويدا رويدا عمرت الحلة وكانت البيوت تتكون من غرفتين (البيت الجواني والبيت البراني) أو الغرفة الداخلية والصالة ذات البابين المفتوحين والأبواب والشبابيك المصنوعة من خشب الزان (حق السكة حديد) .. ثم راكوبة خارجية للطبيخ والعواسة .. أما في العصر الحالي فقد تغير الحال وأصبحت البيوت تشيد بالطوب والأسمنت وانتظمت القرية حركة عمرانية كبيرة .. والقادم إلى مدخل القرية من جهة السكة الحديد لابد وأن يبهره منظر مجمع المدارس والمركز الصحي ومركز الشباب والمسجد وكلها تمثل إضافة عمرانية أعطت للقرية شكلا جميلا ..

وما بين العصرين جاءت أجيال وذهبت أجيال وكل يغني لزمانه .. ومن رحم المعاناة خرجت أجمل الأجيال ..
وقول للزمان ارجع يا زمان .
نمشي في كل الدروب الواسعة ديك والرواكيب الصغيرة بتبقى أكبر من مدن ..

تحياتي وودي.